هو مسك الرسمة اللي كانت جنبي وقال…
– البنت دي رسمت عبد الحميد.
وبدأ يفرج الموجودين على الرسمة، كنت قاعدة ومش فاهمة حاجة وبقول في نفسي، عبد الحميد مين؟! وبعدها لقيت واحدة بتقرب عليا و بتقول البنت دي مبروكة ودي إشارة هو بعتهالنا، فتحت البوك بتاعها وخرجت منه فلوس كتير وحطيتهم في إيدي، كنت بَبُصلها وأنا مصدومة ومش فاهمة حاجة ؟.. الناس اللي في الأحواش اللي جنبنا قربوا منهم وده لأن أصواتهم كانت عالية، وسمعت بين كلامهم المتداخل، البنت دي رسمت أخويا عبد الحميد اللي مات النهاردة من غير ما تشوفه، البنت دي مبروكة، اتصدمت، أنا رسمته إزاي من غير ما أشوفه أو أعرفه هو ده معقول يحصل؟!!.. وكأن في شئ خفي بيقربني أكتر لعالم الأموات وبيوثق علاقتي بيهم، وفجأة اتحولت للشيخة روح المبروكة اللي مكشوف عنها الحجاب، صيتي سمع والناس بقت تجيلي لحد الحوش بتاعي عشان ينولوا الكرامات، ويطلبوا مني أرسملهم ميتهم ولو قدرت أرسمه تبقى دي رسايل من الميت بيطمنهم عليه، استمر الوضع ده لأسابيع، لحد ما شوفت الشيطان لتاني مرة وهو داخل عليا زي المجنون، وأول ما لمحني جري عليا، نطرت جسمي من مكانه وجريت بين الأحواش، واللي انا بقيت حفظاها عن ظهر قلب، بقيت أدخل بينهم ولكن هو كان بيظهر قدامي كل مرة، حسيت إنه مصمم المرة دي ومش هيسيني، جريت وبعدت عنه ولكني وأنا برجع بضهري خبطت في جسم إنسان، جسمي اتكهرب.. وقولت في نفسي شكله قدر يوصلي ..التفت ورايا وأنا ببلع ريقي .. بس اللي شوفته ماكَنش عمي، كان الشيخ عياش مسكني من إيدي وقربني من عربية كانت واقفة جنبنا، فتحلي الباب اللي ورا وقالي…
– اركبي معايا بسرعة.
كُنت مترددة بس هو زعق فيها وقال…
– مفيش وقت، عمك هيلحقك لو ماتحركناش بسرعة.
مافكرتش، دخلت العربية بسرعة وقفلت الباب ورايا، اتلفت يمين وشمال واطمن ان ماحدش شافنا، وبعدها ركب قدام وقالي هو بيدور العربية…
– انزلي بسرعة في الدواسة عشان مايشوفكيش.
حركت راسي بالموافقة.. داس على زرار قدامه رفع إزاز العربية اللي كان متفيم، وإختفيت عن الأنظار، فضلت تحت الدواسة بس واحنا خارجين شوفت عمي من ضهره، كان واقف وحاطط إيده في وسطه وبيلف بعينه في المكان، لما قربنا منه جسمي كان بيترعش، وفجأة لف جسمه ومسح العربية بعينه، عينه ضربت في عيني، خوفت ودفنت راسي ونزلت بجسمي أكتر لتحت لأني حسيت إنه شافني، بس الشيخ عياش داس على دواسة البنزين والفرامل مع بعض خلا كاوتش العربية يفرك في الأرض فخرج تراب كتير، فبقت الرؤية معدومة، كنت شيفاه بين الضباب وهو بيزيح بإيده التراب عن وشه وبيشتم الشيخ عياش بألفاظ سافلة، عمي كان بالنسبالي الشيطان اللي خرج من أسوء كوابيسي، اتحركنا بسرعة وبعدنا عنه ووصلت مع الشيخ عياش لشقته، وهناك قالي انه عرف قصتي من الناس اللي في المقابر، وإني هربانة من عمي وتعاطف معايا وكان ناوي يساعدني، ولما قرب من الحوش بتاعي ملاقنيش موجودة، فسأل عليا وعرف ان في حد بيجري ورايا وإنى بحاول أهرب منه.. وهنا هو فهم انه عمي، فبقى بيلف ورايا لحد ما وصلي الأول ووعدني انه هيحميني وهيعلمني إزاي استخدم موهبتي وأعيش حياة مستقلة، بس أنا دلوقتي خايفة ومش فاهمة الشيخ عياش بيساعدني ولا بيستغلني؟
روح خلصت كلامها وانتظرت ردي عليها، ماكُنتش عايز أخوفها واضرب حصون الثقة اللي بقت هشة جواها، مديت ايدي على كوباية ماية كانت على الكومودينو، مسكتها وإديتها لها وانا بقولها …
– اشربي وهدي نفسك، إيه رأيك تمشي من هنا، وتيجي تعيشي معايا أنا وحنان، احنا ماعندناش اولاد وانتي هتبقي بنتنا، انا حبيتك ومتأكد ان حنان هتحبك، هي غلبانة وقلبها أبيض وانتي هتحبيها ..وتبعدي بقى عن جو المقابر واستخدام القدرات والمشاكل اللي ممكن تجيلك من وراها، وتعيشي حياة طبيعية زي اي بنت في سنك.
– أنا نفسي طبعًا أعيش حياة طبيعية.. بس …
– مش عايز منك رد دلوقتي، بس اوعديني إنك هتفكري في كلامي.
– أوعدك.
– طيب يلا ادخلي على اوضتك زي ما خرجتي منها، وأنا أوعدك إني مش هسيبك وهفضل جنبك، تصبحي على خير يا روح.
– تصبح على خير يا عمو سليم.
اطمنت إنها دخلت بدون ما عياش يحس بيها، قفلت الباب وراها وفردت جسمي على السرير، طفيت نورالأباجورة وبدأت استحضر النوم ولكن الأفكار ماكنتش سيباني، انت لازم تاخذ روح وتبعدها عن الجو ده، البنت بيستغلوها في تحضير الجن والأرواح والأعمال السودة اللي بيعملوها.. وهتبقى خرجت من سجن ودخلت سجن أسوء بكتير، فكرت إني أهرب أنا وهي.. بس هعمل إيه في اللعنة اللي بتلاحقني دي؟ انا لازم أخلص منها الأول، فضلت أفكر شوية في اللي المفروض اعمله وهعمله إزاي وأحررها من غير ما حد يضّر مننا ، وتعبت من التفكير، وحسيت إني مهبط وضغطي واطي، قومت اشوف اي حاجة تتشرب أو تتاكل في المطبخ ، خرجت من أوضتي وطلعت للطرقة، بس وأنا في طريقي للمطبخ لمحت باب أوضة روح موارب والنور بتاعها منور، كنت مستغرب ،أنا أول مرة أشوف الباب ده مفتوح، قربت من الباب وبصيت جوة لقيت روح نايمة، كنت هقفل الباب عليها وأطفي النور ولكني لمحت في ركن الأوضة اللي ورا الباب، لوحة مرسومة ومحطوطة على إستاند رسم، وفرش الألوان مرمية على الأرض بطريقة مهملة ورا الاستاند ده.. لما دخلت وقربت من اللوحة لقيت ان المرسوم عليها غريب جداً، اللون الأسود اختلط مع اللون الأحمر في مزيج من العشوائية، ماكانش واضح إيه المرسوم.. وكأن المرسوم لغز مش لوحة لوش شخص أو حتى بتعبرعن أي شيء، بس لما ركزت أكتر مع ضربات الفرشاة على اللوحة كانت وكأنها طعنات.. اللوحة تحس انها بتصرخ من الألم والغضب..فضلت واقف قدامها وأنا مش فاهم إيه معنى الشيء المرسوم ده ؟!، كنت خلاص هتحرك بجسمي وهبعد عنها، ولكن أنا حسيت ان اللون الأحمر بيتحرك على اللوحة، ثِبت مكاني وأنا مذهول، اللوحة وكأنها بترسم نفسها.. التفاصيل بتبان بالتدريج، اللون الأحمر بيتحرك عشان يمشي في خطوط وبيعلن بكل صراحة إنه دم من شخص مدبوح ومرمي على الأرض، الدم بيسيل زي ما يكون بيخرج منه حالًا.. بس أنا مش قادر أحدد ملامح الشخص المدبوح ده، وشه عليه تشويش، دققت النظر فيه ولكن بدون فايدة، في اللحظة دي اللون الأسود بدأ يتحرك عشان يكون كيان من دخان.. دخان ضخم بهيئة إنسان ملامحه مطموسة، كان واقف وعاقد دراعاته الضخمة في بعض، هيئته مهيبة ومخيفة، ومرة واحدة ظهر نقطتين حمر في وش الكيان ده.. وكأنه فتح عينه أو قام من غفلته فجأة، رجعت لورا خطوتين لإني حسيت أنه بيبصلي، نن العين الأسود اللي ظهر في وسط حمار عيونه، إتحرك ببطء ناحية الشخص المدبوح واللي كانت ملامحه مُشوشة، وهنا التشويش اللي كان على وش الشخص ده اختفى فجأة، وظهر وشه بوضوح.. الشخص المدبوح ده كان.. كان أنا؟!
كُنت مصدوم ومش مستوعب اللي انا شايفه، ولكن لفت انتباهي حركة الكيان الأسود على اللوحة، فك عقدة دراعاته وفرد دراعه الشمال قدامه وبدأ يرفع كف إيده لفوق ببطء، ومع رفعة كف إيده كان الدم اللي على أرضية اللوحة بيترفع معاه لحد ما وصل لنقطة معينة، وهنا هو وقف حركة إيده ومعاها وقفت حركة الدم، ضم قبضة إيده وفتحها فجأة ، وهنا وبدون مقدمات اتنطر الدم من اللوحة وخرج منها وضرب في وشي، وشي كله غرق دم، اتنفضت من الخضة .. الدم كان سخن جداً ، رجعت لورا كام خطوة وأنا مرعوب ومش مستوعب، ولكني إلتفت جنبي بسرعة لإني حسيت بحركة عند سرير روح ..حاولت امسح بإيدي وشي اللي كان مغرقة الدم عشان أشوف.. ولما وضحت الرؤية قصادي شوفت حاجة جمدت الدم في عروقي، روح قامت من على سريرها ووقفت قدامي، ولكن روح كانت بدون راس، راسها كانت شايلاها بين إيديها وبتقرب ناحيتي، شفايفها اللي موجودة في راسها المفصولة إتحركت ونطقت بصوت محشرج
كلام أنا مش فاهمه كان بلغة مش مفهومة.. وبعدها اتكلمت تاني وقالت…
-هنقضي مع بعض ليلة واحدة.
شهقت .. شهقة قوية وكأني بسترد روحي من جديد لجسمي وقمت مفزوع من النوم، فضلت أحسس على وشي وأنا حاسس إني لسه ماقومتش من الكابوس ده ، أعصابي سايبة، ريقي ناشف جدًا، حاولت أهدى وفتحت نور الأباجورة اللي جنبي وقولت…
-أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
نزلت من على السرير فتحت الباب اللي تزيقيه وهو بيتفتح قطع السكوت اللي كان مسيطر على الشقة، خرجت للطرقة وروحت ناحية المطبخ عشان أشرب وأبل ريقي اللي كان ناشف زي الحجر ولكن وأنا ماشي بخطواتي في الطرقة شوفت الباب بتاع أوضة روح موارب والنور منور.. اتصدمت، هو إيه ده ؟، هو الحلم بيتحقق ولا إيه ؟، خدني الفضول أفتح الباب وأطمن عليها، قربت من الباب وفتحته ببطء عشان مقلقهاش لو نايمة .. ولكن لما بصيت جوة الأوضة مالقتهاش على سريرها دخلت الأوضة ..وقلت بصوت ضعيف…
– يا روح يا روح انتي فين.
كنت مقبوض وخايف تطلعلي بنفس هيئتها في الحلم
بس وأنا بلف بعيني في الأوضة لقيت ورقة من إسكيتش رسم مرمية على الأرض وطيت بجسمي ومسكتها، بصيت على المرسوم كان مخيف، نفس الرسم اللي كان في الحلم بس الفرق الوحيد ان الشخص المدبوح كان.. كان روح
فضلت متنح والأفكار بتضرب في راسي عشان تفسر اللي أنا شايفه ده، رميت الورقة من إيدي وخرجت برة الأوضة أدور عليها، ومرة واحدة سمعت صوت جرس منبه قديم ضرب في ودني، كان هيخرمها اتحركت ناحيته لأنه كان عالي جدًا، فضلت أدوس على الزراير القديمة اللي موجودة فيه من فوق لحد ما اتكتم، اتحركت ناحية أوضة عياش وخبطت على الباب.. بس ماكنش بيرد، حاولت أفتح الباب كان مقفول بالمفتاح، وقفت شوية بفكر، وبعدها جريت على أوضة ألبيرتير وفضلت أخبط وأنا بزعق…
-افتح يا ألبيرتير..افتح .
ولكن مفيش رد.. لفيت أكرة الباب وبرضه الباب كان مقفول من جوة، حسيت ان في حاجة بتحصل وان في رابط بين الحلم والرسم ووو ..وترب اليهود، الرسمة رسالة من روح والمنبه كمان مظبوط عشان يخليني أفوق من نومي والحق حاجة بتحصل دلوقتي، جريت بسرعة على باب الشقة، نزلت وانا دقات قلبي بتسابق خطوات رجلي على السلم وفضلت أجري وأجري في الشارع زي المجنون وانا بقول …
-روح هي الروح المطلوبة من ديسفار، روح هي القربان
روح بتدبح دلوقتي على باب السرداب عشان يسمح لهم بالدخول وتتحل اللعنة، أنا كان بيتلعب بيا، يا رب ألحقها، يا رب ألحقها قبل ما يخلصوا عليها.
كنت بقول كده بصوت مسموع وأنا بنهج ، قلبي هيتخلع من مكانه، وصلت عند الترب دخلت بسرعة ماكنش الشيمي موجود على البوابة.. كملت جري و قربت من القبر الملعون
واللي حَسبته لقيته القبر مفتوح ومنور، أكيد في حد جوة جريت ناحيته، بسرعة ونزلت…
– يا روح.. يا روح.
ماكانش في رد ولا صوت بيقول أن في حد موجود هنا، نزلت السلم اللي بيوصل لباب السرداب وهنا شوفت دم على الأرض والحيطان والسقف، كان قلبي هيوقف…
-يا روح .. انتي فين ياروح.
قولتلها وأنا مش قادر أقف على رجلي، قربت من باب السرداب وجريت ناحيته، ولكني وقفت مذهول لأن الباب ماكنش مفتوح الباب لسه مقفول، وهنا حسيت بحركة ورايا ولكن قبل ما التفت لقيت نصل حامي بيتحط على رقبتي حركت إيدي وحطيتها على جنبي بس اتصدمت.. لأن الطبنجة ماكانتش موجود معايا، أنا نسيتها تحت المخدة، النصل كان ماسكه شخص واقف ورايا وبيقول…
– يا أهلا يا أهلا كنت مُنتظر اللحظة اللي هنصفي فيها حساباتنا القديمة.
كان صاحب الصوت هو ألبيرتير.. كمل كلامه بثقة وقال…
-انت كُنت متخيل إنك هتملي عليا شروطك، وهسيبك كده من غير ما أدفعك التمن، أنا اللي سيبت باب الأوضة مفتوح وأنا اللي حطيت الرسمة جنب سرير روح عشان انت تشوفها، فتجري وانت فاكر نفسك في فيلم عربي قديم وانت البطل وهتقدر تنقذها، ولكن احنا هنا مش في فيلم، هنا في دم وانتقام حقيقي، كنت مظبط كل حاجة على مقاسك بالظبط وأنت كل اللي كان عليك إنك لبست.
– يا ابن ال…
– وبعدين عايزك محترم.. هتقابل ربنا إزاي وأنت لسانك بيقول الكلام الوسخ ده.
حاولت أفلت من إيده، ولكن هو ضغط بالنصل على رقبتي…
– تؤ تؤ..أثبت مكانك وخلي بالك.. انت روحك في إيدي وبسحبة بسيطة بس هحولك لنافورة دم..ههه.. انا شايف الدبان بدأ يتلم حواليك شكلهم حاسوا ان في جثة هتخرجلهم دلوقتي.. جثة طازة، فبيلفوا حوالين السفرة وهما ماسكين الشوك والسكاكين، وأنا حقيقي بتمنى لهم عشا سعيد.
– ماتضمنش مين فينا اللي هيموت وجثته هتتحلل الأول وهيكون هو العشا الليلة.
قولتها وأنا بضربه بخلفية رجلي في منطقة حساسة مع ضربة من راسي في بوقه قوة الضربتين خلوا ألبيرتير فقد السيطرة ورجع لورا وهو بيتألم، بس قُرب النصل من رقبتي جرحني، بس الجرح ماكنش عميق، ضربته ضربات متتالية في وشه لحد ما فقد توازنه ووقع على الأرض، قربت من النصل اللي وقع من إيده ومسكته، قربت من جسمه المرمي على الأرض ونزلت على ركبتي، ورفعت النصل لفوق ونزلت بكل قوتي على صدره ولكن قبل وصول النصل لصدره وقفتني ضربة قوية لشئ حاد اخترق رجلي، صرخت من الألم، واترمى جسمي على جسم ألبيرتير، اتزق جسمي برجل الشخص اللي ضربني وبان وشه، كان وش عياش وواقفة جنبه روح، برغم ألمي فرحت إنها لسه عايشة، بس إستغربت نظرة عنيها اللي كانت متغيرة، كانت حادة، فاضية من المشاعر، بس اللي صدمني اكتر اني لما بصيت على إيديها لقيتها ماسكه خنجر وبينقط دم، يعني هي اللي ضربتني، كنت بتلوى من الألم والدم بيخرج زي النافورة من رجلي.. للحظة افتكرت الدم اللي خرج من اللوحة وضرب في وشي
عياش قرب من ألبيرتيروخبط وشه بإيده وهو بيقوله…
– فوق يا غشيم كنت عايز تعمل عليه نمرة وتعلم عليه،
أهو هو اللي كان هيعلم عليك العلامة الأبدية وهيسلمك لعزرائيل بإيده.
بدأ يفوق ألبيرتير بس ماكنش قادر يقوم يوقف.. عياش وقف وبصلي وقال…
– محتاج أفهمك شوية تفاصيل صغيرة كانت تايهة عنك أو نقدر نقول انت كنت بتحاول تتجاهلها.. مش عارف أبدأ منين الصراحة ؟، أبدأ من الشنطة اللي انت فتحتها بعد ما لقيتها في التاكسي، وده بعد ما فضولك قتلك تعرف إيه اللي فيها، اه ما انت اللي فتحت الشنطة والكتاب كمان قبل ما تطلع بيهم لحنان مراتك وهنا خادم الكتاب اختارك لأنك فتحت الكتاب بدون استئذان واللي بالمناسبة هو خادم من خدام الملك ميمون واسمه ديسفار ..الكتاب ده من أخطر كُتب سحر الكابالا اليـ !!!هودية وقبل فتحه لازم تستأذن بتعويذة حماية من أذى الخادم ..بس أنت ماكُنتش على علم بده وفتحته، وعشان كده انت اللي كنت بتشوف القط الأسود مش مراتك، انت كُنت فاهم بس بتحاول تكابر وتكدب اللي بتشوفه،
بس بجد عجبني ذكائك لما قدرت تتوقع الرقم السري للشنطة، فالاول بدأت تجرب أرقام عشوائية ولما فشلت كلها، فضلت تفكر وتفكر وبدأت تجمع الخيوط، وقولت لنفسك الراجل صاحب الشنطة ده شكله يهودي لأنه عايز يروح ترب اليهود ..يبقى الرقم السري أكيد ليه علاقة باليهود وتاريخهم في مصر أو بإسرائيل تحديدًا، فحركت الأرقام على رقم ١٩٦٧ ودي سنة النكسة بالنسبة لنا بس النصر بالنسبة لهم.. ولأن البيرتير لسه عايش على ذكرى يوم الإنتصار ده فكان هو فعلاً الرقم السري واتفتحت الشنطة، وقتها انت حسيت بالخادم وحضوره بس كنت بتكدب نفسك وبتقول إنها مجرد تهيؤات.. وطلعت لمراتك وانت بتأكد عليها إنها ماتفتحش الشنطة، بس هي مسكتها وأول ما فكرت تحرك الأرقام إتفتحت معاها على طول لأنك أنت فكيت الرقم السري قبلها، وبدأت تحصل الحاجات الغريبة
أنا شوفتك ذكي وهتتعبني، فقررت إني اسحب قرينك وعن طريقهُ هقدر أدور في ذكرياتك وأمسك نقطة ضعفك وأتك عليها، عشان كده كان بيحصل النزيف من مناخيرك لأن قرينك كان قوي وبيقاوم فقررت أجبره وده اللي حصل لما انت كنت في البلكونة بعتلك خدامي في هيئة مسوخ سودة واللي واحد منهم قدر يسيطر على قرينك ويخليك تبقى عريان قدامي وتفتكر كل ماضيك وذكرياتك وقدرت اشوف في وسط ذكرياتك رقم تليفونك اللي اتصلنا بيه عليك، وكمان شوفت نقطة ضعفك.. واللي هي “بنتك “، ولما انت قابلتنا وبدأت تساومنا على الشنطة أنا قررت أن موتك هيبقى على إيدي، بس ماكُنتش عايز آخد قرار متسرع وخصوصًا إنك معاك سلاح وممكن بضغطة واحدة متهورة على الزناد تأذي حد فينا ، فقررت أصبر وأحاوطك بشباكي وأطمعك بالكنز وانت طمعت وبدأت ألعب على نقطة ضعفك ودخلتلك روح اللي بحكايتها واللي هي حقيقية بالمناسبة ..أنت افتكرت بنتك وبدأ تركيزك يختل وتشوف مشكلتها أهم من مشكلتك وإنك لازم تنقذها .
هنا أنا بصيت لروح بحسرة وصدمة ..عياش قطع سرحاني وقال…
– ماتظلمهاش ..أنا المتحكم وليا كامل السيطرة عليها بإيدي اخليها روح الملاك وبإيدي أخليها روح الشيطان، ومن غير ما ندخل في تفاصيل خلينا نرجع لموضوعك، أنا قدرت بشوية ترتيب في الأحداث أدخلك الخية، ودلوقتي أنا بَحكم قبضتي عليها، وقدرت أخليك تيجي هنا من غير سلاحك ومن غير تركيزك، انت كُنت فاكر إنك ممكن تخرج من اللعبة كسبان وسليم.. لا لا أنت غلطان يا سِليم.. وغرست رجلك في حوار مش على مقاسك، مش انت كنت بتقول كده لنفسك برضه.
– يا ابن الكلب ..أنا مش هسيبك يا ابن …….
وهنا ألييرتير قام وقف، مسك النصل وقرب بيه مني وهو ناوي الغدر ..تحاملت على نفسي وحاولت أقوم عشان أمنعه بس ماقدرتش أتحرك، ولكن عياش هو اللي منعنه وقاله…
– لا لا ..هما عايزينه حي هو تحداهم، فهو هيقضي معاهم ليلة.. ليلة واحدة بس، وبعدها هنقدم القربان ليهم عشان باب السرداب يتفتح، اصل هو غلط غلطتين معاهم ، الأولى لما فتح الكتاب بدون تعويذة الحماية، والتانية لما اتحداهم ورفض السجود .. واللعنة لما حلت ، حلت عليه هو لوحده مش علينا كلنا، بس أنا استغليت الكلمة اللي فهمها بالغلط وفهمته ان اللعنة علينا كلنا، أنت هتقضي معاهم الليلة دي وده عقاب إنك اتحدتهم، وبكرة هنيجي نقدم القربان ونفتح السرداب، بس ألبيرتير قاطعه وقال..
– بس أنا لازم أشفي غليلي.
وقام رافع النصل وضربني في نفس الرجل صرخت وقبضت بإيدي على التراب من قوة الألم
عياش قال لألبيرتير بسخرية…
– يا أخي إنت إيه ؟، مفيش في قلبك رحمة، كده مش هيقدر يمشي خالص على رجليه ، مش هيقدر حتى يوصل لباب القبر ويستغيث من اللي هيشوفه.
ضحك ضحكة خبيثة بينت سنانه السودة اللي كنت أول مرة أشوفها بوضوح، ولكن ألبيرتير شكله مستكفاش، قرب ناحيتي وهو شايل الغل على وشه، وقام رافع حجر كبير من الأرض وضربني بيه على دماغي، وقتها بس اسودت الدنيا في عينيا قبل ما يتقفل عليا باب القبر
………………………..
حرك صوابعه، ومعاها اتحرر التراب اللي كان قابض بإيده عليه، فتح عينه، ولكن ماحصلش أي تغيير.. ماكنش شايف قدامه غير ضلمة، سواد..حرك إيده على أمل إنها تحرك معاها الضلمة اللي قدامه، ولكنه ماشفش حتى حركة إيده،
حاول يحرك رجله عشان يقوم، ولكن أول ما بدأ يحركها، صرخ.. وماردش عليه غير صدى صوت صرخته،
بدأ يزحف على الأرض وهو ضاغط بإيده على رجله.. كان بيئن من ألم الطعنة اللي فيها، ده غير ألم الضربة اللي في راسه، كان بيتحرك ببطء فضل يزحف ويزحف وهو بيستعيد آخر مشهد حصل هنا.. حاول يستعين بذاكرته عشان يتحرك في الإتجاه اللي هيوصله للسلالم، اللي من خلالها هيوصل لباب القبر.. عينه بدأت تتعود على المكان وبقت الرؤية أوضح، وبعد معاناة.. وصل فعلاً للسلالم ، وبدأ يسند بإيده ويرفع جسمه ويطلع درجة ورا درجة، لحد ما وصل أخيرًا لآخر درجة من السلم.. كانت أنفاسه متسارعة ، بينهج، طاقته خلاص بقت معدومة.. ضرب بإيده على الباب ضربة ماكَنتش قوية في الأول، ولكنه لمح حاجة في وسط الضلمة شيء هو عارفهُ كويس، كيان أسود ضخم على هيئة إنسان عاقد درعاته، ومرة واحدة ظهر نقطتين حمر في وش الكيان ده.. وكأنه فتح عينه أو قام من غفلته فجأة، وهنا ضربته علي الباب بقت أقوى وأسرع وهو بيصرخ…
-خرجوني من هنا.. خرجوني من هنا بسرعة.
يُتبع